كتب فضيلة الشيخ محمد عبدالله الخطيب يقول: "النصر له قانون ثابت لا يتغير ولا يتبدل، بل هو نفسه هدف ثابت لا يتنزل ليعانق الناس، لكن على الذين يريدونه أن يصعدوا إليه، والصعود- على درج الإيمان لا على أسنَّة الرماح ولا حتى رؤوس الصواريخ- قانون ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ (محمد: 7).
يقبل رمضان من كل عام فينساب في قلوب المؤمنين نور، وتتجدد في نفوسهم مشاعر وتحيا آمالٌ، إنه يذكِّرهم برسالته الخالدة، ويبين لهم حاجة البشرية إليها، وهي أهم وأولى من حاجتهم إلى الهواء والغذاء والكساء والدواء، ولن تتقدم البشرية أو يروي ظمأَها اكتشافُ المناجم أو آبار البترول أو قوى الذرة ووسائل الحضارة؛ لأن غذاء الروح روح، وغذاء الطين طين.
وكان المصطفى- صلى الله عليه وسلم- إذا أقبل رمضان يقول: "أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويَحطُّ الخطايا ويستجيب الدعاء، فأَرُوا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقيَّ من حُرِم فيه رحمة الله عز وجل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.